👑 الملكة الميدية الكوردية أميديا… سيدةٌ سبقت زمنها

في عام 630 قبل الميلاد، كانت الجبال الميدية تستعد لولادة امرأةٍ لا تعرف الحدود ولا تقبل أن تكون هامشاً في كتاب الملوك. خرجت أميديا من أعالي جبال ميديا التي تعانق السحاب، ومن شعبٍ لم يعرف الانحناء يوماً. رأت النور في أرضٍ ستُعرف لاحقاً باسم كوردستان، حيث شكّل الكورد القلب النابض للإمبراطورية الميدية الأولى في التاريخ.

—

ميلاد قائدة

لم تكن أميديا أميرةً كغيرها. تربّت على قصص المقاومة ضد الممالك التي حاولت إخضاع ميديا، وتعلمت السياسة والفروسية منذ طفولتها.
منذ سنواتها الأولى، حملت نظرةً تشبه نظرةَ جبلٍ شامخٍ يراقب الأفق — ثقةٌ صامتة وقوةٌ لا تتراجع.

—

الإمبراطورية الميدية… زمن بناء الهيبة

شهد عصر أميديا صعود الميديين من قبائل متفرقة إلى دولةٍ كبرى أرعبت آشور وأسقطت جبروتها.
ولم تكن المرأة غريبةً عن الحكم في ميديا، بل شاركت في القيادة والدبلوماسية واتخاذ القرار.
وفي هذا السياق لمع اسم أميديا، التي وصفها المؤرخون اللاحقون بأنها:

> “ملكةٌ ذات حزمٍ، تعلوها الحكمة ويحيط بها المجد.”

 

—

دور أميديا في توحيد العرش

تذكر الروايات أن أميديا لعبت دوراً محورياً في تثبيت التحالفات بين الميديين وحلفائهم، وأنّ حكمها جلب الاستقرار ومهّد الطريق لتوسّع سياسي هائل، بلغ ذروته على يد الملك الميدي الشهير كيَخسرو (كَيَكسار)، حيث سقطت الإمبراطورية الآشورية أخيراً.

—

رمزٌ للمرأة الكوردية في التاريخ

لم تكن أميديا مجرد حاكمة…
كانت برهاناً على أن المرأة الكوردية لم تكن يوماً خلف الستار.
شاركت في بناء الدولة، وفي سنّ قوانين العدالة، وفي قيادة الجيوش، ورسم ملامح الدبلوماسية الميدية.

—

إرثها الذي لا يشيخ

رغم تغيّر الإمبراطوريات واندثار العواصم، بقي اسم أميديا يلمع كخاتمٍ ملكيٍّ يظهر كلما نُقبت آثار جبال زاغروس.
كلُّ امرأةٍ من ذلك الشعب الذي اعتاد التحدي، ترى في أميديا مرآةً تعكس شموخ الكورد الضارب في أعماق التاريخ.

—

خاتمة

أميديا ليست ذكرى منسية، بل حقيقةٌ حيةٌ تشهد على أن الكورد كانوا أمةً ذات سيادةٍ قبل آلاف السنين.
ويكفي أن امرأةً منهم جلست على العرش وقررت مصير الشعوب، لتثبت أن هذا الشعب كتب تاريخه بيده، ورفع تاج مجده على رؤوس نسائه قبل رجاله.

—

✍️ إعداد: موقع تاريخ كوردستان — قسم الممالك الميدية
🌐 www.historyofkurdish.com

—