مدن

قلعة ئاكرى الأثرية

قلعة ئاكرى الأثرية

 

   كانت القلاع تنشا قديما لأغراض حربية منها

في الثغور والعواصم وتشحن بالأسلحة والعتاد وعدد من الجيوش أو المقاتلين وأرباب الخبرة , يراقب من فيها حركات الأعداء ويؤمنون طرق المواصلات بينهم وبين بلاد الأعداء وهذه القلاع تكون كبيرة تتسع لعدد كبير من الجيوش وما يحتاجونه من الأقوات والأسلحة وغير ذلك

يكون بعضها على طرق المواصلات التي تصل بين البلاد الداخلية فتكون في المحطات التي تمر بها القوافل فتحط رحالها قرب القلعة وتبيت آمنة مطمئنة .

وتكون القلاع في المدن وفي بعض المواقع التي يصعب الوصول إليها يودع بها الملوك وأرباب الحكم من يثقون به من الجيش وفيها تكون نفائس ما عندهم من أموال وخزائن


وقلعة ئاكرى الأثرية تطل على المدينة شامخة وقد بنيت على لفحها مئات الدور بحيث تشكل طرازا معماريا فريدا من نوعه وهي قديمة جدا قدم تاريخ ئاكرى


وجزء من قلعة ئاكرى صخرية والبقية ترابية وهي مربعة الشكل طول ضلعها ( 110م ) وبذلك تكون مساحتها ( 12,100 ) متر مربع

وفي سنة ( 533 ) ق.م حصنها الأمير ( زه ند ) تحصينا جيدا وأجرى إليها الماء من نبع ماء يسمى كانيا باشاى على السفح المقابلة للجهة الشمالية للقلعة وذلك بواسطة القاعدة الفيزياوية الأواني المستطرقة حيث تم حفر قناة في الصخر وربطة بواسطة أواني فخارية وتم دفنها بالطين حتى لا ينفذ منها الماء . ويصب هذا الماء داخل أحواض أو صهاريج موزعة على سطح القلعة استخدم البعض منها لخزن المياه والبعض الأخر لخزن الحبوب وقد صممت على أشكال هندسية مخروطية ومطلية بطبقة من الجيبسوم و( الشيل) أي ( الكلس ) ومن طبيعة هذه المادة هي امتصاص الرطوبة فتبقى باردة جافة فتحافظ على المواد المخزونة لفترة من الزمن

وكانت المنطقة العلوية من القلعة خاصة بسكن الأمير وحاشيته أما الجزء السفلى فهو خاصة بالرعية .. ويوجد ممر محفور داخل الصخر بشكل هندسي مقوس لكي يتحمل ثقل الصخور بطول ( 15 ) متر وعرض ( 4 ) متر وتحتوي الغرفة الصخرية على ثلاث فتحات لدخول الضوء والتهوية وهي محفورة بشكل مخروطي إلى لخارج لتوزيع اكبر كمية من الضوء داخل الغرفة

وفي الجهة الشرقية من القلعة ( زندان ) وهو عبارة عن نفق طويل محفور من الصخر الصلد باتجاه وسط القلعة بطول ( 44 )م وبارتفاع ( 6-88 )م وهذا النفق ذو مرحلتين ألا ولى واسعة بطول 25 م وعرض ( 9 )م وتنتهي بدرجات تؤدي إلى نفق آخر ذو ممرين بطول ( 5 )م وارتفاع متر واحد يؤديان إلى فسحة وممرا بمستوى أعلى من سطح الفسحة وبشكل متعرج


أما باب الزندان فهو على شكل راس ( صقر ) وأمامه موقع للحراسة .. وفي بداية الزندان في الربع الأول منه توجد في السقف فتحة للتهوية ومرور الضوء من جهة ولإنزال الماء والمواد الغذائية على شكل وجبات للمذنبين المسجونين داخل الزندان الرهيب وقد تمت عمليات الحفر في حينها في الصخور بوساطة محلول حامضي ويحتمل بأنه كان ( حامض الخليك ) الذي يعمل على تفتيت الصخور ولقلعة ئاكرى الأثرية بابان رئيسيان يؤديان إلى قلعة الباب الأول الجنوبي ويطل على المدينة والباب الشمالي يطل على الجبال وبساتين الأمير والى يومنا هذا يسمى ذلك البساتين ببستان الأمير

وكانت القلعة محصنة ومسورة من جميع الاتجاهات ولا زالت آثار السور شاخصة إلى يومنا . وفي الجهة الشمالية يوجد خندق كبير الثلوج في الشتاء ويسمى محليا ( جالا به فرى ) لاستعمالها في فصل الصيف . وتوجد عدة نقاط للحراسة وفي جميع اتجاهات القلعة وبمرور الزمن أهمل أمر قلعة ئاكرى وفي سنة ( 527هج – 11333م ) شن ( عماد الدين الزنكي ) هجوما عسكريا على ئاكرى واحتل قلعتها الأثرية وهدم سورها بسبب مساندة أبناء ئاكرى الحميديين الخليفة العباسي ( المسترشد بالله العباسي ) حين حاصر مدينة الموصل . وكان ( عماد الدين الزنكي ) حاكما عليها آنذاك . وحين تولى السلطان ( حسين الولي بن السلطان حسن بك ) زمام حكم إمارة بادينان سنة ( 940هج – 1534م ) اهتم بتنظيم أمور بلاده وكانت أيامه اخصب أيام الحكام البادينيين إنتاجا فكريا وعمرانيا واقتصاديا .. وفي سنة ( 956هج – 1550م ) حصن قلعة ئاكرى بالمقاتلين الأشداء أجرى إليها الماء ثانية ومن نفس النبع والطريقة وجدد بناء سور قلعتها وزين الباب المطل على المدينة بلوحة مرمرية كتب عليها تاريخ تجديد القلعة وتتضمن خمسة عشرة سطرا .. واللوحة المذكورة موجودة في لندن ألان استولى عليها الإنكليز بعد نهاية الحرب العالمية ألا ولى

ولقلعة ئاكرى نفق سري لم يهتد إليه أحد إلى يومنا هذا وفي سنة 1842 هاجمت القوات العثمانية ئاكرى التي قاومتها طيلة ثلاثة اشهر وضربت تلك القوات قلعتها بالمدفعية ولكن بدون جدوى وعلى تل يواجه القلعة يطلق عليها أبناء ئاكرى ( كرى توبا ) .. ولو لا خيانة عدد من المقاتلين المدافعين عن القلعة لما استسلمت ئاكرى حيث تمت للقوات الغازية السيطرة على القلعة أمر ( حافظ باشا ) قائد قوات الغزو بهدم سور القلعة وتعتبر تلك السنة سقوط الإمارة البادينية


بقلم الأستاذ فائق أبو زيد عقراوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى