وثائق
146/FO
Letter 1882/12/7
«محاولة هروب الشيخ عبيد الله»
يسعدني أن أعلمكم عن نبأ محاولة هروب الشيخ عبيد الله، وأن القوات العثمانية
أعادت اعتقاله من جديد، وقد تأكد عندنا أن الشيخ واثنين من أبنائه في طريقهم إلى
الموصل في حراسة القوات العثمانية، وحتى أستطيع أن أعرف الحقيقة وسط الكثير من
الغموض وتضارب الأنباء، قررت إرسال ميرزا جواد خان إلى حكاري، لتقصي الحقائق
باشا القائد العسكري هناك .
والاتصال بموسى
إن تقرير ميرزا خان الذي تؤكده رسائل موسى باشا ومصطفى اشا (القائدين
العسكريين العثمانيين في حكاري – المؤلف) يعطي لنا التفاصيل التالية:
بعد سلسلة من المماطلات والمحاولات المتعمدة لتأخير سفره إلى الموصل، أخيرا
وافق الشيخ عبيد الله على مصاحبة كامل بيك، مبعوث السلطان الخاص إلى الشيخ، مع
مجموعة من الجنود في السفر إلى الموصل. وحال وصولهم إلى شبتان؛ وهي
مأهولة بالقبائل الكردية الموالية له، حاول الشيخ عبيد الله بحجة مرض زوجته وأعذار
أخرى التوقف عن السفر، على أمل أن ينضم الكرد في المنطقة للثورة على الحكومة
وإنقاذه من الأسر.
وحين تبين لكامل باشا أن الشيخ عازم على عدم مواصلة السفر إلى الموصل،
هدده باتخاذ إجراءات صارمة بحقه، وهذا ما دفع الشيخ إلى الطلب من رؤساء القبائل في
المنطقة باعتقال كامل باشا وسليمان باشا. وفي هذه الأثناء حاول ابن حسن بيك (أحد
أتباع الشيخ عبيد الله) في المنطقة قتل كامل باشا بضربه بالرمح الذي مزق معطفه، ونجا
من المحاولة بأعجوبة، ولم يصب بأذى. وهكذا أصبح الضباط والجنود الترك البالغ
عددهم مئة جندي أسرى لدى الشيخ، وقبل أن يسمع
عبدالقادر ابن الشيخ عبيد الله بما
حدث في شبتان، ويرسل قوة كردية لمساعدة والده، قام كامل بيك بإعطاء رشوة ثنين
من الكورد في شبتان، وأرسلهما إلى موسى باشا ومصطفى باشا يخبرهما بما حدث،
ويطالب بإرسال قوة عسكرية فورا إلى المنطقة، وفي هذه الأثناء بدأ الشيخ عبيد الله يأخذ
الاستعدادات لثورة كوردية جديدة ويتصل بالقبائل من أجل هذا الغرض. ولكن القوات
العثمانية وصلت على الفور إلى المنطقة وأبقت الحصار على شبتان والشيخ عبيد الله…
قامت القوات العثمانية بضرب شبتان بالمدافع وقتلت زهاء 200 من فوات الشيخ
عبيد الله. وهذا ما دفع الشيخ عبيد الله إلى إرسال أحد أتباعه إلى خارج القلعة رافعا
الراية البيضاء، ومطالبا قبول عرض الشيخ بالاستسلام. وبعد فترة وجيزة تقدم حسين باشا
ـ أحد ضباط الجيش ـ باتجاه القلعة وعند خروج الشيخ عبيد الله مطالبا الاستسلام؛ بصق
حسين بيك في وجه الشيخ، وسحبه من رأسه بقوة، وطلب إليه أن يقف وسط مجموعة
من الجنود لإهانته.
قام حسين باشا بإطلاق سراح كامل بيك، والتفت إلى الشيخ عبيد الله، وشتمه،
قائلا: و«خنزير»، إلا أن الشيخ التفت إلى كامل بيك، وطلب إليه أن يساعده،
فقال الأخير إنه تحمل حتى الآن الكثير من اللوم لكرمه وحسن معاملته للشيخ. وقال
للشيخ إن تصرفاته مخزية، ولم يكن عنده أدنى استعداد للعفو عنه، وشتم الشيخ قائلا إنه
أسوأ من الخنزير. وجرى اعتقال محمد الصادق ابن الشيخ، وصادرت القوات العثمانية
حمولة من 300 بغل عائدة للشيخ عبيد الله، كما جرى نهب ممتلكات أهل شبتان.
واعتقل ابن حسين بيك الذي حاول قتل كامل بيك قبل فترة بالرمح. واعتقل وسجن ملا
أحمد، أحد العلماء الذي كان يدرس أبناء عبيد الله الشرع، والإمام في أحد المساجد
في
نهري. كما جرى ربط رجلي الشيخ عبيد الله ويديه، ووضع فوق حمار وأرسل بحراسة
قوة عثمانية إلى الموصل، وجرى أيضا اعتقال وهاب أحمد بدرخان، رئيس عشيرة كردية
وجموع من اتباع الشيخ. ولما سمع الشيخ عبيدالقادر بما حصل لأبيه اضطر هو الآخر
للاستسلام، وطلب إلى أنصاره التفرق، فاعتقل الأخير، وأرسل مع أبيه إلى الموصل.
وهكذا عاد موسى ومصطفى باشا إلى وحداتهما العسكرية بعد أن أعطيت مهمة نقل الشيخ
وأهل بيته إلى قوة عسكرية كافية لضمان وصولهم بأمان إلى الموصل.
والآن يكون الشاه في إيران سعيدا جدا بسماع الخبر، ويجب أن تعاد الأمور إلى
مجاريها الطبيعية بين البلدين. وعلي أن أذهب إلى تبريز لأقوم ببعض الواجبات هناك .
توقيع /ميرزا جواد خان
زر الذهاب إلى الأعلى