تاريخي
العامل الكوردي في قضية الموصل
العامل الكوردي في قضية الموصل
1922 ـ 1925 م
في التسعينيات من القرن الماضي عبرت القوات التركية الحدود إلى داخل كردستان ـ العراق، في تعقب للمقاتلين من حزب العمال الكوردستاني الذي كان يقاتل من أجل إقامة »كوردستان» مستقلة، في جنوب شرق تركيا و (كوردستان الشمالية) منذ عام 1984، وتوقع رجال الدولة الأتراك والبرلمانيون والمراقبون السياسيون (في الداخل والخارج) من أن تؤدي تلك العمليات إلى احتمال ضم تركيا لشمال العراق. وهذا التوقع مبني على أساس مطالبة تركيا التاريخية بشمال العراق، والتي كانت معروفة، في العهد العثماني الأخير، بولاية الموصل، وعلى الرغم من أن قضية الموصل قد جرت تسويتها لصالح العراق إلا أنه لا بين تركيا والعراق، خاصة فيما يتعلق بالمسألة يزال لها ارتباط بالعلاقات الثنائية الكردية. وهذه المقالة محاولة للكشف عن جذور هذه القضية التي لها القدرة الهائلة على تفجير الأوضاع في الشرق الأوسط . في بداية العشرينيات من القرن العشرين اعتقد بعض الساسة البريطانيين بنحو أكيد أن القضية الكردية هي العامل الأهم في قضية الموصل. ونحاول أن نحدد معالم هذا الاعتقاد، ونوضحه بالإشارة إلى الأهمية النسبية للقضية الكوردية في مسألة الموصل لمرحلة (1922 – l925م) بالمقارنة مع عوامل أخرى وثيقة الصلة بالموضوع كالمصالح الاستراتيجية (الحيوية) الإمبريالية البريطانية، والنفط (البترول) وكذلك عملية بناء الدولة القومية في كل من العراق وتركيا، وأخيرا تحاول الدراسة التطرق إلى أهمية قضية الموصل، وتبعاتها، بالنسبة لتطور المسألة الكردية في العراق