تاريخيزعيم كوردي

الجزيرة الكُردية: تاريخٌ يطعن في قلب الإنكار

الجزيرة الكُردية: تاريخٌ يطعن في قلب الإنكار

ها قد جاءت الضربة التي تُسمِع الأصم وتُخرس كل لسانٍ يتطاول على تاريخ الكُرد في الجزيرة. لن نُكثر الصراخ؛ فالمصادر هي التي تتكلم، والحبرُ أثبت من كل ادعاء.

في تلك الحقبة، منتصف القرن الخامس الهجري، كانت الجزيرةُ قلباً صاخباً تتقاطع فيه الإمبراطوريات وتتنازع فيه البيوت الأميرية. لم تكن أرضاً سائبة، ولا كانت مرتعاً لعابرين مجهولي الهوية. إنما كانت موطناً لقبائل كُردية تجتمع تحت راياتٍ محلية، تفرض وجودها في الحكم والقرار.

بعد صراع مسلمة ومُقبل على الجزيرة والموصل، لم تتوقف الريح. تلتها أحداث عظيمة رسخت الحضور الكُردي في تلك الديار:

• بُروز الإمارات الكُردية في الجزيرة

لم يمض وقت طويل حتى ارتفعت سطوة بيوتات كُردية نافذة، منها:

الأكراد الهذبانية الذين بسطوا سلطانهم على أطراف الموصل والزاب

الأكراد الروادية أصحاب النفوذ في أرمينية وأعالي الجزيرة

الحسنوية وامتداداتهم في الغرب الإيراني حتى تخوم دجلة

الدنبيلية الذين سيطروا على نقاط العبور التجارية في قلب ديار ربيعة

• مكان الكُرد في كفة الحكم

لم يكن الكُرد جنوداً في الصفوف فقط. كانوا:

ولاةً على مدن

حُماةً للطرق والقلاع

أرباب إماراتٍ تُكَرَّس لهم الخِطبة

حلفاء وتوازنٌ سياسي لا يستقيم الحكم دونهم

الخابور، دجلة، سنجار، نصيبين، قرقيسيا… كلها شهدت راياتٍ كوردية ترفرف وتُفاوض وتقاتل.

إذاً، ليس الوجود الكُردي في الجزيرة صدىً بعيداً يلوح في تخيلات متأخرة. بل هو حقيقة تاريخية موثقة، تسطرها الحوادث سنة بعد سنة.

فإذا كان البعض يحاول أن يقتلع جذراً ضارباً منذ قرون، فليعلم أن التاريخ ليس شجرةً تُقتلع بتغريدة، ولا أمةً تُمحى بإنكار.

الخلاصة

كل من يُنكر الوجود الكُردي في الجزيرة…
فليس إلا من يُنكر الشمس لأنها أحرقت أكاذيبه.

لو رغبت، أرفق لك مراجع أصلية من كتب الحوادث والبلدان والأنساب، مع اقتباسات كاملة وتوثيق دقيق، وكذلك خريطة توضح مواقع الإمارات الكُردية في الجزيرة آنذاك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى